İanetul Mübtedin Bi Ba'di Furuid Din / عانة المبتدين ببعض فروع الدين

إعانة المبتدين ببعض فروع الدين كتاب «إعانة المبتدين» مختصرٌ في الفقه على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله، جمعه مصنفه من الكتب المعتبرة في الفقه، فضمَّ بين دفَّتيه زبدة الأحكام وخلاصتها. وقد بدأ ذلك بتمهيد لطيف حول فضل العلم عامة والفقه خاصة، ثم شرح أركان الدين والإيمان، وذكر أحكام الشرع وما يجب على المكلَّف بأسلوب سهل، وعبارة تصل إلى القلوب، لا سيما وهو يخاطب المبتدئين، ومما يميزه أنه اتبع أسلوب التعداد، وهذا أمر يحبذه المبتدئ؛ فإنه يقول على سبيل المثال: أركان الدين ثلاثة، وشروط الإسلام أحد عشر، وأركان الإسلام خمسة، والإيمان ستة، وأحكام الشرع خمسة، وهكذا. ثم شرع ببيان المقصود؛ فذكر أحكام العبادات والمعاملات بأسلوب ميسَّر للمبتدئين؛ ليدخلوا في فضيلة قوله صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيراً.. يفقهه في الدين». وهذا الكتاب مما ينبغي للمبتدئ أن يتعلمه، وللمعلم أن يبثه ويعلِّمه، وللوالد في البيت مع أولاده أن يفهمه ويُفهمه. فلا يعذر الجاهل بدار الإسلام، وهذا الكتاب كما أشرنا تضمن أموراً لا ينبغي الجهل بها، وقد عرج المؤلف رحمه الله تعالى بأسلوبه الماتع على ثلاثة أمور: الأول: ما ينبغي أن يتعلمه المبتدئ من أمور العقيدة الصحيحة، دون الدخول في علم الكلام وما يرتبط به من التعقيدات. الثاني: خلاصة ما ينبغي تعلمه من أمور العبادات وأركان الإسلام. الثالث: ما يحتاجه العبد من المعاملات وسائر الأحكام. ومع ذلك كلِّه؛ يرى القارئ الكريم «إعانة المبتدين» أكثر من كونه كتاب فقه؛ بل هو على منهج العلماء في تقديم مبادئ الدين في الكتب المقدَّمة لشريحة المبتدئين. ودار المنهاج كما قدمت الكتب الكبيرة المعتمدة للفقهاء، تقدم التحف والدرر للمبتدئين؛ لتأخذ بأيديهم إلى سلوك الصراط المستقيم، والدال على الخير كفاعله. والحمد لله ربّ العالمين