En Nureyn Fi İslahid Dareyn / النورين في إصلاح الدارين

النورين في إصلاح الدارين يطبع وينشر لأول مرة محققاً هذا سفر لطيف حجمه، مختصر لفظه، كثيرة منافعه، غزيرة فوائده، حبرته أنامل عالم عامل متفنن، أراد النصح للأمة، فتوجه إليها برفع الهمة، فسطر هذه الوريقات، لتكون دليلاً لأهل المسرات، في الحياة وبعد الممات. «النورين في إصلاح الدارين»: إنه عصارة فكر، وحكمة يمانية، وتجربة عالم خبير، اختصر كتابه من كتب عدة، وجعله كهفاً لمطالعه عند كل شدة، لا تمل قراءته، وكلما سمعت.. استزدت؛ فما يزيدك الري إلا عطشاً. قسم المؤلف رحمه الله تعالى كتابه إلى ثلاثة أبواب: الأول: يدلك إلى طريق الدنيا السالم من الآفات، والثاني: يرشدك إلى طريق الآخرة الموصل إلى الجنات، ويختم المطاف بأحاديث التقطها من «الصحيحين» أو من أحدهما لا ينبغي لعاقل أن يغفل عنها. يجيبك في هذا الكتاب عن تساؤلات كثيرة تحتاج إليها؛ فمن ذلك: ما هي الوسيلة الموصلة للرزق؟ وكيف يكون حضور القلب في الصلاة؟ وبم نسلم في الدنيا من الآفات؟ وكيف تدفع المصائب، وتسلم من شر الولاة والظلمة؟ وبم تستعين على قضاء الدين وعسر المعيشة؟ هذا في أمور الدنيا، أما في طريق الآخرة.. فيدلك: كيف السبيل للتخلص من عذاب القبر وجواب الملكين؟ وبم ينجو العبد من العرق والعطش يوم القيامة؟ وكيف النجاة على الصراط والخلاص من النار؟ ثم سرد في الباب الثالث خمسة وأربعين حديثاً، لا ينبغي لأحد أن يجهلها، وختم الكتاب برواية حديثين جامعين بالإسناد المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهذ الكتاب أصل من أصول تهذيب النفوس، وتنوير القلوب بحثِّ السير إلى ملك الملوك، صاحب سطوره هو العلامة الأريب جمالُ الدين الحُبيشيُّ. فلا عجب بعد ذلك إن رأينا أهل العلم والصلاح يحرصون على إقرائه وقراءته، ويرون جزيل النفع في مطالعته ومدارسته، فهو روضة غناء غنية، ودوحة علم يافعة رضية، ألهمنا المولى العمل بكنوزه، والانتفاع بحلله وطروسه. ودار المنهاج تقدم هذه الدرة النفيسة لقرائها الكرام؛ ليكون لهم زاداً في الدنيا، ونوراً في الآخرة، والدال على الخير كفاعله، نسأل الله حسن الختام، والوفاة على الإسلام، والحمد لله في البدء والختام. وصلى الله على سيّدنا محمّدٍ وآله وصحبه وسلّم