El Musannef Li İbn Ebi Şeybe 1-26 / المصنف لابن أبي شيبة ١-٢٦

المصنف موسوعة حديثية من أكبر دواوين السنة النبوية، ضم الأحاديث المرفوعة وآثار السلف، فحقَّ أن يُقال فيه ما وصفه محقِّقه: (إنه جامع الجوامع، وديوان الدَّواوين). وكيف لا يكون الأمر كذلك وقد قال العلامة الرامهرمزي رحمه الله في «المحدث الفاصل»: (وتفرد بتكثير الأبواب، وجودة الترتيب، وحسن التأليف)؟! وقال عنه الحافظ ابن كثير رحمه الله في «البداية والنهاية»: (أحد الأعلام وأئمة الإسلام، وصاحب المصنف الذي لم يصنف أحد مثله قط لا قبله ولا بعده). إن «المصنف» يتميز بمزايا عديدة؛ منها: - أنَّه من أكبر دواوين السنة النبوية التي جمعت بين الأحاديث النبوية وآثار السلف، حتى إنه حفظ بين دفتيه كثيراً من أجزاء الروايات المفقودة. - أنه من أهم المراجع في معرفة فتاوى الرعيل الأول، ومعرفة اتفاق السلف واختلافهم في مسائل الفروع، ويرجع ذلك لاهتمامه بتناول مسائل الأحكام. - أنه رغم ترتيبه على الأبواب الفقهية.. إلا أنه أوْلَى أبواب العلم الأخرى عناية كبيرة، فلم يقتصر على الأحكام كما هو معروف في كتب «السنن»، بل أضاف إلى هذه الأبواب غيرها من أبواب الترغيب والترهيب والفتن وغيرها. وقد قيّض الله تعالى للعناية به العلامة المحقق والمحدث المدقق: الشَّيخ محمد عوامة حفظه الله تعالى. ولا سيما إن كانت مدة تحقيقه لهذا الكتاب قد بلغت ست عشرة سنة، نهج به منهجاً تحقيقياً دقيقاً يتلخص فيما يلي: - جمع أكبر قدر من مخطوطاته الموزعة في مكتبات العالم، ثم قوبلت بدقة، فتبين من خلال ذلك العثور على عدد من الأخطاء والتحريفات التي تواردت عليها الطبعات السابقة، كما هو معروف عند طلبة العلم ومشهور. - كما خرج الأحاديث المرفوعة على منهج معتدل مؤصَّل، وذلك بالعزو لمشهور كتب السنة، بتخريج الحديث تخريجاً كاملاً، مع ربط أحاديث الكتاب المتكررة أو المجزأة في أكثر من موضع من أول الكتاب إلى آخره. - الحكم على الحديث صحة وضعفاً بالاستناد لكلام أئمة الحديث المعتمدين. - وضع فهارس فنية متكاملة جاءت في خمسة مجلدات. وغير ذلك من مزايا باهرة لا تخفى، فخرج الكتاب ولله الحمد في ستة وعشرين مجلداً بأبهى حلة، وأفخر طلعة، وأصح طبعة. وإن دار المنهاج لتشرف بتوزيع هذا الكتاب الذي هو منهج ومنهل لطالب العلم، ونسأل الله تعالى مزيداً من خدمة كتب السنة المطهرة والمصنفات الحديثية المباركة. والله الموفق والمعين