El Mevakibul Aliyye Fi Tavdihil Kevakibil Dürriye Fi Nazmil Devabitil İlmiyye / المواكب العلية في توضيح الكواكب الدرية في نظم الضوابط العلمية
لقد منَّ الله على هذه الأمة بعد بعثة سيد الأنام عليه الصلاة والسلام بالعلماء الأعلام، وجعلهم نبراساً يُقتدى بهم، ويُهتدى بعلومهم، وكتبهم شاهدة بذلك على مر الأيام، فلله الحمد والمنة على هذه النعمة الكبرى وعلى هذا الميراث الحضاري الذي خلفه علماؤنا، وإننا نفاخر به الدنيا بأسرها؛ فمن لا ماضي له.. لا حاضر ولا مستقبل له.
وهذا الكتاب الذي بين أيدينا من متنٍ وشرحٍ.. لهو واحد من نوادر المؤلفات؛ لما حواه من تعدُّد الموضوعات العلمية مادةً وأسلوباً، وهو على ندرة موضوعه وطرافته وغزارة مادته.. يعدُّ جامعاً لفنون عديدة، وحاوياً لمسائل متنوعة مفيدة، وضوابط علمية سديدة، كل هذا في دفتي كتاب واحد!!
فرحم اللهُ العلامةَ الأديب نجا الأبياري ما أحسن ما فعل، وسبحان المعطي الباري الذي وهب العلماء، والواهب إذا أعطى.. أدهش وأبهر.
ثم إننا نجد في أدبيات العلوم ومصادره أن العلماء سلكوا سبيل النظم في تيسير ضبط قواعد كل علم على حدة؛ كالشاطبي في القراءات، والعراقي في السيرة والحديث، وابن مالك في النحو، واللقاني في التوحيد، وغيرهم كثير وكثير.
أما أن تجد ضوابط العلوم المتفرقة في بطون الكتب وغياهب المخطوطات قد جُمعت في سفرٍ واحدٍ منظومة ومشروحة.. حقّاً إن هذا لشيء عجاب!! فقد جمع مؤلفنا شمل الضوابط وألَّف بينها، واعتمد على «قواعد العلامة الزركشي»، و«قواعد العلائي»، و«الأشباه والنظائر» للسيوطي، و«الاستغناء في الفرق والاستثناء» للبكري، فاستخلص زبدتها وترك الضعيف منها، وسلكها في عقد بديع علقه على جيد الزمان، فجمع الضوابط الفقهية والنحوية والصرفية واللغوية والرسم والضوابط القرآنية والحديثية والفلكية، فإليكم مكتبة علمية تجمعت في سفر واحد.
والحمد لله رب العالمين